مأساة مزدوجة.. النزوح القسري يتفاقم مع التغيرات المناخية
تحقيق مفتوح المصدر مدعم بتحليل معلومات النظم الجغرافية

يشهد السودان نزاعًا مسلحًا بين الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف أبريل/نيسان 2023، حين بدأت شرارة النزاع في العاصمة الخرطوم، وسرعان ما تصاعدت وتيرة العمليات العسكرية في مناطق متعددة في إقليمي دارفور وكردفان، ثم امتدت لاحقًا إلى الجزيرة وسنار. ونتجت عنه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، إذ نزح أكثر من 6.5 مليون شخص داخل السودان، بينما فر 2.1 مليون شخص إلى دول مجاورة.
شرع طرفا النزاع في ارتكاب أعمال عنف وجرائم ضد الإنسانية في مناطق متفرقة من البلاد، كما خلفت الحرب أضرارًا جسيمةً في البنية التحتية والمرافق الحيوية، مما فاقم الاحتياجات الإنسانية بصورة مهولة، إذ تذكر منظمة العفو الدولية أنّ «أكثر من 25 مليون شخص في السودان عالقون في دوامة تدهور الأمن الغذائي»، ليس ذلك فحسب، بل ذكرت منظمة رعاية الطفولة أيضًا، في تقرير في مارس الماضي، أنّ قرابة 230 ألف طفل وامرأة حامل وأم جديدة قد يموتون في الأشهر المقبلة بسبب الجوع.
كما وثّق تقرير لـ ACLED أكثر من 7,623 حادثة عنف مرتبطة بالأوضاع السياسية وأكثر من 23,015 حالة وفاة أبلغ عنها في السودان في الفترة بين 17 أغسطس/آب و06 سبتمبر/أيلول 2024.
خريطة الانتهاكات في السودان حتى مايو 2024
تصاعدت وتيرة أعمال العنف الناتجة عن العمليات العسكرية خلال شهر أغسطس/آب 2024، إذ أظهرت مؤشرات بيانات ACLED أن الجيش السوداني كثّف استخدامه للطائرات الحربية لشن هجمات على المواقع التي يسيطر عليها الدعم السريع مع استمرار تصعيد المواجهات العسكرية بين الطرفين في عدة أنحاء من البلاد.
حذّر برنامج الأمم المتحدة للأغذية ، عند إكمال الحرب في السودان عامها الأول، أن استمرار التدهور الاقتصادي الناتج من استمرار القتال يهدد السودان بأزمة غذائية حادة، بعد أن أصبحت المناطق الزراعية ساحات للقتال، بالإضافة إلى توقف النشاط الاقتصادي ونزوح نسبة كبيرة من السكان. ويزداد الوضع قتامة مع حجم التغيرات المناخية التي تشهدها المنطقة، حيث تضاعف تقلبات الطقس والكوارث التي تصاحبها العبء على سكان السودان البالغ عددهم، حسب إحصائيات البنك الدولي في 2023، أكثر من 48 مليون نسمة. هذه التحديات تحول دون بقاء السكان في المناطق المتضررة، حيث يؤدي تغيُّر المناخ والكوارث المصاحبة له إلى تدهور الأراضي الزراعية وتجريفها، والجفاف والفيضانات.
إلى أين؟
يضاعف الوضع السياسي، بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية، حجم حركة النزوح في السودان، إذ يعد السودان، وفقًا لتقرير منظمة الهجرة الدولية ، أكبر أزمة نزوح في العالم، فقد أدى النزاع المسلح بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عام إلى نزوح أكثر من 6.5 مليون فرد في جميع أنحاء السودان، في حين لجأ أكثر من مليوني فرد إضافي، عبر الحدود، إلى الدول المجاورة.
خريطة النازحين في السودان داخلياً نتيجة الأعمال العسكرية منذ بداية النزاع المسلح في 2023
أبلغت مصفوفة تتبُّع النزوح الخاصة بمنظمة الهجرة الدولية في السودان عن 111 حادثة نزوح مفاجئ بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات في الفترة ما بين 01 يونيو/حزيران و04 سبتمبر/أيلول 2024، مؤديًة إلى نزوح ما يقدَّر بنحو 172,520 فردًا (34,504 أسرة) من 15 ولاية مختلفة في السودان.
وفقًا لتلك البيانات، فقد سجلت الولايات الخمس «النيل الأزرق، وشمال دارفور، والشمالية، وغرب دارفور، والبحر الأحمر» أعلى نسبة نزوح بسبب الفيضانات والأمطار في الفترة المحددة.
إعداد النازحين داخلياً نتيجة الفيضانات والسيول
المصفوفة ذاتها رصدت خلال تسعة أيام فقط (بين 27 أغسطس/آب و04 سبتمبر/أيلول 2024)، 34 حادثة نزوح بسبب الفيضانات، والتي أدت بمجملها إلى نزوح ما يقدّر بأكثر من 36 ألف فرد، أي نحو 7 آلاف أسرة. بينما تقدّر نسبة الأفراد النازحين بسبب الفيضانات والذين كانوا قد نزحوا بالفعل بسبب الصراع قبل بداية الفيضانات بنحو 41%.
مواسم مطيرة
يختلف مناخ السودان من الشمال إلى الجنوب. ويمكن تقسيم البلاد إلى منطقتين وفقًا لنظام هطول الأمطار، بناءً على معلومات منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "FAO" ، وهما: مناخ صحراوي بالجزء الشمالي من السودان، ومناخ استوائي باتجاه الجنوب.
يذكر تقرير للهلال الأحمر السوداني أنّ المناخ يُحدد في السودان من خلال «الآثار المشتركة لمنطقة التقارب بين المناطق المدارية (ITCZ)، بالإضافة إلى معالمها الجغرافية الحيوية المتنوعة، بما في ذلك ساحل البحر الأحمر، ومستجمعات المياه الداخلية، وسهول نهر النيل، وغابات السافانا في الجنوب، وشبه الصحراء، والصحراء الواسعة في المناطق الداخلية الوسطى والشمالية».
تذكر الـ FAO أنّ مستوى هطول الأمطار السنوي في النصف الشمالي من السودان يتراوح بين 200 ملم في وسط البلاد، و25 ملم شمالًا باتجاه الحدود مع مصر. بالنسبة إلى تلك المناطق التي تهطل فيها الأمطار يقتصر موسم الهطول من شهرين إلى ثلاثة أشهر، بينما تظل بقية العام جافة تقريبًا. أما في الجنوب، يتجاوز هطول الأمطار السنوي 700 ملم، ويتركز في أربعة أشهر فقط -من يوليو/تموز إلى أكتوبر/تشرين الأول- بمتوسط هطول يبلغ نحو 300-500 ملم.
موسم الأمطار في السودان يتراوح في المجمل بين مارس/آذار وأكتوبر/تشرين الأول بتركيز أعلى بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول. يزيد التغيّر المناخي في البلاد من حصول الظواهر المناخية المتطرفة، ومنها: التوزيع غير المتساوي لهطول الأمطار، بالإضافة إلى ارتفاع درجة الحرارة، والفيضانات، والعواصف الريحية، والجفاف المحلي، مما ساهم في تعطل إنتاج المحاصيل، وتدهور التربة وانجرافها، وندرة المياه.
معدل التساقط في السودان من 1982-2024 وفقًا لبيانات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة FAO.
متوسط سقوط الأمطار المتوقعة في السودان في آخر ثلاثة أعوام. يلاحظ أن موسم هذا العام 2024 الأكثر تساقطًا.
يذكر تقرير USAID أن مستقبل التغيّرات الإجمالية في هطول الأمطار أقل تأكيدًا، إذ تظهر غالبية النماذج زيادة في هطول الأمطار في معظم أنحاء إقليم شرق إفريقيا، لكن مع تغيرات موسمية، في غياب أي توقعات بانخفاض معدلات هطول الأمطار في السودان.
الفيضانات والسيول تجرف السودان
يواجه السودان تهديدًا مضاعفًا، يتمثل في الفيضانات النهرية والفيضانات المفاجئة «السيول». تحدث الفيضانات النهرية عادةً على طول نهر النيل وروافده «النيلين الأبيض والأزرق»، نتيجة لجريان المياه في الأنهار بسبب هطول الأمطار في السودان وكذلك الدول المجاورة مثل إثيوبيا وجنوب السودان.
وفقًا لمنظمة رعاية الطفولة فالفيضانات تتكرر موسميًا في السودان، حيث تبلغ ذروتها من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول. وتؤثر الفيضانات النهرية بانتظام على المجتمعات في ولايات: النيل الأزرق، والنيل الأبيض، وسنار، والجزيرة، وكسلا، والخرطوم.
هذا العام كان للموسم تأثيره أيضًا، فقد شهد السودان أمطارًا بكميات متفاوتة بالإضافة إلى الفيضانات النهرية والسيول، خلال الفترة بين يونيو/حزيران وسبتمبر/أيلول 2024، مؤثرًا بذلك في البنية التحتية والمساحات الزراعية.
عمل فريق التحقيق على خريطة تفاعلية تعتمد على بيانات أقمار صناعية توضح نطاق المسطحات المائية في السودان والتي تعد دلالة على المناطق المتأثرة أو المغمورة نتيجة الفيضانات النهرية والسيول منذ بداية أغسطس/آب حتى 15 سبتمبر/أيلول 2024.
تُقدّر المساحة التي حللها فريقنا بنحو 90 ألف كيلومتر مربع باستخدام القمر الصناعي Sentinel-2، فيما تقدّر المنطقة المتأثرة والمغمورة بمياه الفيضانات والسيول، من أصل المساحة الكلية الممسوحة في جميع الولايات في السودان، بنحو 8 آلاف كيلومتر مربع في المجمل.
المناطق المتأثرة بالفيضانات والسيول بين الفترة الممتدة من 9 أغسطس حتى 10 سبتمبر
مناطق التأثير
سد أربعات
أبلغت الأوتشا أن 30 شخصًا لقوا حتفھم بسبب الفیضانات، كما تھدمت 84 بئرا. وفُقدت 10,000 رأس من الماشیة/الحیوانات؛ و70 مدرسة إما تضررت أو دُمرت. بينما ذكرت وزارة الصحة الإتحادية بتاريخ 11 سبتمبر/أيلول 2024 أن عدد الوفيات التراكمي في ولاية البحر الأحمر من يوم 6 يونيو/تموز إلى 15 سبتمبر/أيلول 2024 قد بلغ 33 شخصًا، و3043 منزلًا دُمر كليًا بينما 551 تضرر جزئيًا.
الجدير بالذكر أننا لم نعثر على إحصائيات محددة توثق على وجه الخصوص أرقام الوفيات والمفقودين الناتجة عن انهيار السد من خلال المعلومات المتاحة على الإنترنت أو من أي معرفات حكومية أو بيانات رسمية من الوزارات المعنية حتى تاريخ إعداد هذا التحقيق، وإنما كانت جميعها تذكر الإجمالي خلال فترة زمنية تقدر بشهر.
رصدنا من ضمن المناطق المتأثرة في ولاية البحر الأحمر مدينة طوكر، حيث أظهرت وسائل إعلام صورًا للمدينة وهي مغمورة بالمياه بتاريخ 26 أغسطس/آب 2024. اللون الأزرق الداكن دلالة على وجود المياه بالمنطقة.
تحليل صورة من وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة بصور القمر الصناعي Sentinel-2 للمناطق الحضرية، باستخدام مستشعر URBN (مقياس الطيف التصويري متوسط الدقة)"
أراضٍ زراعية مغمورة
نشر موقع Earth Observatory صورًا عبر قمر صناعي يتبع «ناسا» يدعى Aqua عبر مستشعر MODIS (مقياس الطيف التصويري متوسط الدقة) والذي التقط في 31 أغسطس/آب 2024 صورة بالألوان غير الحقيقية تُظهر بعض المناطق المتضررة في ولايات: كسلا والبحر الأحمر ونهر النيل في شمال شرق البلاد. ويمكن رؤية المجاري المائية المتضخمة ومياه الفيضانات على طول نهري النيل وعطبرة. وتُظهر الصورة الأخرى المنطقة نفسها في 09 يوليو/تموز 2024، قبل آخر جولة من الأمطار الغزيرة.
غُمرت الأراضي الزراعية بالمياه نتيجة الفيضانات النهرية والسيول. وحسب ما ذكر تقرير لمكتب الأمم المتحدة « أوتشا » نقلًا عن جمعية الهلال الأحمر السوداني، فقد جرفت المياه في جنوب دارفور نحو 340 فدانًا (نحو 1.43 كيلومتر مربع) من الأراضي الزراعية، مما أدى إلى تدمير المحاصيل.
أنشأ الفريق المُعِد للتحقيق خارطة بيانات أقمار صناعية تصوِّر حجم التأثير، وتُظهر على وجه التحديد المساحات الزراعية المغمورة بالمياه خلال الفترة بين 14 أغسطس/آب و10 سبتمبر/أيلول 2024.
معاناة المدنيين
شهدت ولايات السودان أمطارًا وفيضانات غير مسبوقة خلال موسم خريف 2024، تعد الأسوأ في تاريخ البلاد. والفيضانات من الظواهر الطبيعية المتطرفة التي يتعرض لها السودان على نحو متكرر ومتزايد، جالبةً معها مخاطر صحية نتيجة تلوث مصادر المياه وانتشار نواقل الأمراض، كما يزداد الوضع سوءًا في ظل انهيار النظام الصحي وتزايد أعداد النازحين.
سجّلت الولايات السودانية المتضررة من الأمطار والفيضانات الأخيرة في خريف 2024 عددًا من الوفيات والإصابات وسط المدنيين، إذ أعلنت وزارة الصحة الاتحادية ، بتاريخ 15 سبتمبر/أيلول 2024، أن نحو 225 شخصًا لقوا حتفهم، فيما أصيب نحو 889 شخصًا جراء الفيضانات والسيول التي اجتاحت الولايات المرصودة، وهي: «الولاية الشمالية، وجنوب كردفان، ونهر النيل، والبحر الأحمر، وغرب كردفان، وكسلا، والقضارف، وشمال دارفور، والنيل الأبيض، والجزيرة، وشمال كردفان».
كانت أكثر الولايات تسجيلًا لعدد الإصابات، وفقًا لإحصائية الوزارة، هي الولاية الشمالية، يتبعها جنوب كردفان ثم غرب كردفان، بينما سجلت ولاية نهر النيل أعلى معدل للوفيات بين الإحدى عشرة ولاية المذكورة.
عدد الأصابات و الوفيات نتيجة السيول 2024- السودان حتى تاريخ 15 سبتمبر
تعد الكوليرا إحدى الأمراض المتفشية التي أعلنت عنها وزارة الصحة الاتحادية ، إذ أبلغت الوزارة في 15 سبتمبر/أيلول 2024 عن ارتفاع عدد حالات الكوليرا، بعد الإبلاغ عن موجة جديدة من الحالات منذ 06 يونيو/حزيران 2024. فقد وصلت جملة الإصابات التراكمية في الولايات الثمان المتأثرة إلى 9,533 إصابة، منها 315 حالة وفاة.
أشارت تشير منظمة رعاية الطفولة ، في سبتمبر/أيلول 2024، إلى أنّ فرقها في منطقة «الدامر» بولاية نهر النيل قد لاحظت ارتفاعًا كبيرًا في حالات الكوليرا بين الأطفال دون سن الخامسة، والذين يمثلون 15% من الحالات المؤكدة والوفيات في جميع أنحاء البلاد.
تذكر اليونسيف أن نحو 3.1 مليون شخص، بما في ذلك 500 ألف طفل دون سن الخامسة، قد يكونون معرضين لخطر الإصابة بالكوليرا بين يوليو/تموز وديسمبر/كانون الأول 2024. بالإضافة إلى احتمالية خطر الإصابة بالأمراض الوبائية، بما في ذلك «الحصبة، والملاريا، والالتهاب الرئوي، وأمراض الإسهال، والكوليرا».
دمّرت الفيضانات المنازل والمحاصيل، وعطّلت الخدمات التعليمية والصحية، وقيّدت الوصول إلى المرافق الأساسية. فقد ذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» أنه حتى أكتوبر/تشرين الأول 2024 بلغ عدد المتأثرين من الفيضانات في السودان نحو 685,598 شخصًا، فيما دُمر نحو 65,274 منزلًا، وتضرر 51,759 منزلًا آخر، كما أضافت أيضًا أرقامًا بشأن الوفيات والإصابات الناتجة عن تلك الأضرار.
أثر الفيضانات والسيول في السودان حتى تاريخ 1 أكتوبر 2024
لم يكن وضع السودان خلال موسم الأمطار هذا العام يختلف عن سابقه، إذ وجد فريق التحقيق أن التأثير مستمر مع تكراره في السنوات الأخيرة، وربما تضاعف سوءًا نتيجًة لسوء إدارة التكيّف مع التغيرات المناخية، وسوء إدارة الموارد المائية، بالإضافة إلى الصراع الدائر حاليًا في المنطقة. كما يعيق الوضع الحالي جهود الإغاثة ويزيدها تعقيدًا، إذ يشير حجم الدمار وعدد المتضررين إلى ضُعف الاستعداد والتخطيط.
تبقى التحديات كبيرة أمام السودان، خالقًة حاجة كبيرة إلى جهود وطنية ودولية متضافرة لتجاوز الأزمات الحالية وتلك المتوقع حدوثها أيضًا، للتخفيف من آثارها على المدى الطويل.
لم يغطِّ هذا التقرير جميع المناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات في السودان في 2024، وما زالت مناطق عديدة تعاني من آثار هذه الأمطار لم يتناولها الفريق. حاول فريق البحث تغطية المناطق التي تمكن من توفير مواد بصرية ومصادر لها.
لا يسعنا إلا أن نعرب عن خالص شكرنا للصحفيين والمواطنين الصحفيين الذين ساهموا بجهود جبارة في توثيق الآثار المدمرة للظواهر المناخية المتطرفة خلال موسم أمطار الخريف 2024. لقد شكلت تقاريرهم الميدانية حجر الزاوية في بناء هذا التحقيق المدعوم بالبيانات. ونود أن نتقدم بشكر خاص إلى فرق غرف الطوارئ التي وفرت لنا موادًا بصرية غنية. بفضل هذه الشراكة المثمرة، تمكنا من إعداد هذا التحقيق.