لا نهاية في الافق

يواجه اللاجئون والمهاجرون الذين ينتقلون بشكل غيرنظامي إلى شمال أفريقيا وأوروبا مخاطر جسيمة على طول طرق البحر الأبيض المتوسط

الوضع في البحر الأبيض المتوسط

خلال الربع الأول من عام 2022، عبرأكثر من 18,000 لاجئ ومهاجر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى أوروبا. وإجمالا، شرع 2.3 مليون شخص في نفس الرحلة في السنوات الثماني الماضية.

في عام 2014، انتقل أكثر من 200,000 لاجئ ومهاجر من شرق وغرب أفريقيا إلى شمال أفريقيا ومن تم الى أوروبا. بلغ حجم التحركات ذروته في عام 2015، مع وصول أكثر من مليون لاجئ ومهاجر إلى أوروبا.

انخفض عدد الوافدين إلى أوروبا إلى أقل من 400,000 في عام 2016 واستمر في الانخفاض تدريجيا في السنوات التالية، ليصل إلى أدنى مستوى له على الإطلاق في بداية جائحة كوفيد-19 في عام 2020.

ومن المرجح أن انخفاض عدد الوافدين خلال الجائحة يعود الى للتدابير التي وضعتها الدول لمنع انتشار الفيروس، مثل إغلاق الحدود، وكذلك التأثير السلبي على التحويلات المالية العالمية من جاليات المهجر.

تكيف المهربون بسرعة للتدابير التي تم تنفيذها في عام 2020 من خلال تقديم طرق بديلة لتجاوز النقاط الحدودية الرسمية. ومنذ عام 2021، بدأت التدفقات في الارتفاع مرة أخرى، حيث تشيرالأرقام إلى اتجاه تصاعدي.

فقد أكثر من 24,400 شخص حياتهم أو فقدوا أثناء محاولتهم عبور البحر الأبيض المتوسط بين عام 2014 و 2021. وواجه كثيرون آخرون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان - على نطاق يحتمل أن يكون أعلى وأكثر حدة من التقديرات المقلقة بالفعل. وهذه مأساة واسعة الانتشار وطويلة الأمد ومهملة إلى حد كبير.

لماذا ينتقل الاشخاص؟

في حين أن بعض الذين يعبرون البحر الأبيض المتوسط يبحثون عن حياة أفضل وفرص اقتصادية، إلا أن الكثيرين يبحثون عن ملاذ آمن من الاضطهاد والصراع والعنف في بلدانهم. وتقع معضم بلدان منشأ الأشخاص الذين ينتقلون على طول طرق البحر الأبيض المتوسط في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي. وتشمل هذه البلدان تلك المتضررة من سنوات من النزاع والنزوح، اين انتهاكات حقوق الإنسان غير شائعة، والتي تستضيف بعضا من أكبر أزمات اللاجئين والنزوح الداخلي بسبب الصراع .

اسحب الأسهم على الخريطة إلى اليسار واليمين لرؤية بلدان المنشأ لأكبرعدد من النازحين في المنطقة وانقر على الدوائر لمعرفة الأرقام . يوجد الاشخاص النازحون داخليا على الجانب الأيسر من الخريطة، باللون الأخضر، بينما اللاجئون على الجانب الأيمن، باللون الأزرق.

بداية من 2021 ، تعتبر إثيوبيا من بين ضمن أكبر 10 أزمات النزوح الداخلي في العالم ، في حين أن إريتريا من بين أكبر 10 أزمات اللاجئين وأما الصومال وجنوب السودان والسودان فهم من بين أكبر 10 أزمات اللاجئين و النزوح الداخلي.

طريق وسط البحر الأبيض المتوسط: من الشرق والقرن الأفريقي إلى البحر الأبيض المتوسط

يمر اللاجئون والمهاجرون الذين ينتقلون من منطقة شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى ليبيا ومصر وتونس عبر السودان، وغالبا ما يمرون عبر مدينتي القضارف وكسلا، شرقي السودان، قبل الوصول إلى الخرطوم. وغالبا ما يأتون من إريتريا وإثيوبيا والصومال.

ومن الخرطوم، يتجه اللاجئون والمهاجرون شمالا إلى مدينتي دنقلا أو الضبعة في شمال السودان أين يستعدون للعبور إلى ليبيا أو مصر. وعادة ما يعتمد اللاجئون والمهاجرون بشكل كلي على المهربين لعبور الصحراء الكبرى.

ومن ليبيا وتونس يحاول الكثيرون عبور البحر وغالبا نحو إيطاليا أو مالطا

المخاطر على طول الطريق

وعلاوة على المخاطرالتي يتعرض لها اللاجئون والمهاجرون في بلدانهم الأصلية، غالبا ما يواجه الأشخاص الفارون من البلدان في شرق أفريقيا والقرن الأفريقي انتهاكات جسدية ومخاطرجسيمة تتهدد حمايتهم على طول الطريق. كشفت استطلاعات آلية مراقبة الهجرة المختلطة التي أجراها مركز الهجرة المختلطة عن الحوادث التي شهدها الأشخاص المتنقلون والمخاطر التي يتصورونها، مع التركيز على العنف الجسدي والجنسي والاختطاف والموت.

تنتشر الانتهاكات على نطاق واسع على طول الطرق البرية – لاسيما في السودان والصومال وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وكذلك في الصحراء الكبرى. يتم الإبلاغ عن الغالبية العظمى من المخاطر والحوادث في ليبيا أين يتم احتجازالعديد من اللاجئين والمهاجرين من قبل المهربين

قد يستمر الأسر أو الاحتجاز في ليبيا لمدة عامين أو أكثر، وغالبا ما يرتبط بمزيد من الانتهاكات مثل العنف القائم على النوع الاجتماعي والعمل القسري والابتزاز. في عام 2021 والربع الأول من عام 2022 تم الإبلاغ عن وقوع حوالي 165 حادثة اتجاربالأشخاص وتهريب في ليبيا والسودان لنحو 7000 شخص.

قصة تيكلبرهان

هرب تيكلبرهان من إريتريا مرتين. ومثل العديد من الإريتريين الذين غادروا قبله، لم يكن مستعدا للخدمة العسكرية إلى أجل غير مسمى. ولدى مغادرته إريتريا، سمع عن حوادث الغرق والوفيات في البحر، ولكنه لم يسمع قط عن المخاطرعلى طول الطريق البري.

"اعتقدت أن جميع الحوادث تقع في البحر وأن غرق القارب هي المشكلة الوحيدة التي علي مواجهتها في مثل هذه الرحلة. ولكن اكتشفت أن الحوادث تقع في الصحراء. ان الصحراء مليئة بجثث الإريتريين".

في ليبيا عانى تيكلبرهان من الجوع والمرض ونقص الرعاية الطبية أثناء وجوده في الأسر. وصف تيكلبرهان الأماكن التي احتجز فيها بأنها "منازل الموت" و "متاجر بشرية" حيث تنقل جثة كل يوم.

قصة علي باشي

نشأ علي البالغ من العمر اثنين وعشرين عاما في بلدة صغيرة في وسط الصومال، حتى سمع والده إعلانا في المسجد بأن جماعة متشددة ستجند صبية في سن علي للتدريب العسكري.

غادر علي قريته في عام 2016، عن طريق المهربين. اتجه الى كينيا ثم الى جنوب السودان ثم الى السودان وصولا إلى ليبيا. وفي ليبيا، تم احتجازه عدة مرات من قبل ثلاثة مهربين في بلدة بني وليد سيئة السمعة، في الشمال الغربي للبلاد.

"لم أكن أعتقد أبدا أنني سأتمكن من مغادرة ليبيا. اعتقدت حقا أنني سأموت" - علي باشي ، من الصومال ، يتحدث عن أيامه كأسير في ليبيا."

أولئك الذين يبقون على قيد الحياة ويحاولون عبور البحر غالبا ما يتخلى عنهم مهربوهم، في حين يتم اعتراض آخرين وإعادتهم إلى ليبيا حيث يتم احتجازهم. في كل عام يهلك الآلاف من الأشخاص أو يختفون في البحر دون أي أثر.

إن عدم وجود أنظمة لتوثيق الانتهاكات والخسائر البشرية، خصوصا على طول الطرق البرية، يحول دون تحديد حجم المشكلة والتصدي لها. ومع ذلك، يتم العمل على التخفيف من مخاطرالتحركات غير النظامية كما هو موضح أدناه.

استراتيجية التخفيف من المخاطر

بعد إنشاء مكتب المبعوث الخاص للمفوضية للوضع في وسط البحر الأبيض المتوسط من أجل تعزيزاستجابتها على طول الطرق، أطلقت المفوضية استراتيجيتها لتخفيف المخاطر على طريق وسط البحرالأبيض المتوسط في عام 2017، والتي تلتها تحديثات صدرت في يونيو 2019 و 2021 ومؤخرا في أبريل 2022.

انظر أدناه بعض الأمثلة من استجابة المفوضية للتخفيف من المخاطر في شرق والقرن الأفريقي وشمال أفريقيا  أوانقر هنا  لقراءة اخرالنسخ المحدثة للاستراتيجية. يمكنك ايضا الاطلاع على النسخ السابقة للاستراتجية أدناه.

1

مكافحة للاتجار بالأشخاص

وتشارك المفوضية حاليا مع المنظمة الدولية للهجرة في رئاسة فرق العمل الثلاث المعنية بمكافحة الاتجاربالأشخاص والهجرة المختلطة. في عام 2021 تم إطلاق خطة العمل الوطنية السودانية لمكافحة الاتجار بالأشخاص واتخاذ الخطوات الأولى نحو تنفيذها.

2

ضمان إدماج الأطفال

وفي مصر، تواصل المفوضية العمل عن كثب مع اليونيسيف والمنظمة الدولية للهجرة والمجلس القومي للطفولة والأمومة بشأن تنفيذ إجراءات التشغيل القياسية ل"الأطفال المتنقلين"، والتي تعزز "الإدماج الجيد" للأطفال اللاجئين في النظام الوطني لحماية الطفل.

3

مساعدة الفئات الاكثر ضعفا للوصول الى بر الأمان

تواصل المفوضية إجلاء اللاجئين من ليبيا إلى النيجر ورواندا من خلال آليات العبور الطارئة. ويهدف هذا الجهد إلى دعم إعادة التوطين المباشر من ليبيا.

4

تعزيز السلامة في البحر

وقد دعت المفوضية باستمرار إلى تفادي التأخيرالخطيرفي إنقاذ القوارب المنكوبة وتوفير إنزال آمن وضمان المعاملة الكريمة لأولئك الذين تم إنزالهم.

رواية القصة الحقيقية

تهدف مبادرة "رواية القصة الحقيقية" إلى التواصل مع المجتمعات حول مخاطر التحركات الثانوية غير النظامية. من خلال التواصل مع الأشخاص المتنقلين بلغتهم الأم وعبر وسائل التواصل الاجتماعي وقادة المجتمع والمتطوعين وجاليات المهجر، فإن هذا المشروع يهدف إلى التصدي للمعلومات المضللة حول الرحلات نحو أوروبا وإطلاع الأشخاص حول الخيارات الأخرى المتاحة لهم

 انقرهنا  لمعرفة المزيد عن مشروع رواية القصة الحقيقية والاطلاع على مجموعة القصص الأصلية التي يرويها اللاجئون وطالبو اللجوء أنفسهم.

الأولويات والخطوات المقبلة

وفي حين أحرزت المفوضية تقدماً إيجابياً في مجال مساعدة الأشخاص المحتاجين للحماية الدولية، لا يزال هناك عدد من التحديات المتعلقة بالتنفيذ والتي تحول دون القدرة على تقديم المساعدة، بما في ذلك تزايد انعدام الأمن ومحدودية فرص الوصول للأشخاص الذين تعنى بهم المفوضية ونقص التمويل والافتقار إلى وجود بيانات عالية الجودة لاتخاذ ما يلزم من الإجراءات المستنيرة بالأدلة

وعلى الرغم من التحديات ومع مراعاة الاحتياجات والثغرات والحقائق التشغيلية، حددت المفوضية المجالات الرئيسية لزيادة المساعدة وحشد الدعم.

انضم إلى الاستجابة!

يتطلب حجم النزوح القسري في بلدان غرب وشرق أفريقيا، الجديدة منها والمطولة، اتباع نهج مبتكرة وقوية لمعالجة الأسباب الجذرية وتعزيز الحماية والمساعدة المنقذة للحياة والاستجابة للاحتياجات الفورية ودعم الحلول الدائمة وتقديم بدائل للتحركات غيرالنظامية. ومع ذلك، من المرجح أن تجبر فجوات التمويل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين على إلغاء العديد من التدخلات الضرورية لتعزيز حماية اللاجئين والوصول إلى الحلول.

النسخ السابقة للاستراتجية

The boundaries and names shown and the designations used on this map do not imply official endorsement or acceptance by the United Nations.

For questions/comments